لماذا كلما تعلمنا أكثر أصبحنا أكثر تعاسة

كم مرة قرأنا كتاب في التطوير الذاتي وتوقعنا حياتنا هتتغير بعدها، او كم مرة شوفنا فيديو اوحتى قائمة تشغيل كاملة على قناة ما وقولنا في نفسنا هيا دي الي هتغيرلنا حياتنا.

وبدأنا نتعلم وندرس وبعد فترة سبنا الموضوع كله او محسناش بأي تقدم وبدأنا نحس بتعاسة وشقاء واحساس مش كويس على العكس من توقعنا اول ما بدأنا نتعلم .

كام مرة تابعنا قناة في التغذية او مقالات في منتدى وقررنا اننا نغير جسمنا وشكلنا لكن مع الوقت زهقنا وبدأنا نتابع معلومات اخرى في مجال اخر وسبنا الموضوع كله على بعضه

وبدأنا نتعلم وندرس وبعد فترة سبنا الموضوع كله او محسناش بأي تقدم وبدأنا نحس بتعاسة وشقاء واحساس مش كويس على العكس من توقعنا اول ما بدأنا نتعلم .

كام مرة تابعنا قناة في التغذية او مقالات في منتدى وقررنا اننا نغير جسمنا وشكلنا لكن مع الوقت زهقنا وبدأنا نتابع معلومات اخرى في مجال اخر وسبنا الموضوع كله على بعضه.

مشكلة التطوير الذاتي :

هي كثرة المعلومات المتاحة وربط المعلومات بالنتائج ، يعني احنا بيتهيألنا اننا لما نعرف اكثر هنحصل على نتائج أكثر بينما الحقيقة ان كل ما نتعلم اكثر بنحس بتشتت وضياع وحيرة وتعاسة اكثر .

لأن التعلم والقراءة لوحدهم مجرد عامل مساعد فقط لتحقيق النتائج. فالنتائج تعتمد على التطبيق العملي والخبرة المتراكمة من الاخفاقات المتكررة. لكن الي بيحصل اننا بنظل نقراً أكثر ونتعلم اكثر ويصبح التعلم نفسه هو طريق وسبب الرضا عن ذاتنا. مش النتائج المرغوبة.

الظاهرة دي هنسميها “اشباع اللذة العقلية ” وتحدث عندما يستمد العقل متعته من المعلومات المجردة وتكون عملية التعلم المستمر هي مهربنا من ضغوطات العمل والانضباط. وقتها بيحصل ربط عقلي خاطئ بأن تحقيق النتائج مرتبط بكمية مستوى اللذة العقلية

 ويصبح الربط الداخلي الخاطئ بأن النتائج مرتبطة بكمية مستوى اللذة دي يعني اقرأ اكثر واتعلم اكثر ويتهيألي اني نجحت ورصيدي في البنك زاد  وجسمي تغير ووزني نقص وعضلاتي كبرت وعلاقاتي زادت ..إلخ. لأي مؤشر من مؤشرات التقدم في الحياة. بينما في الحقيقة هي مجرد معلومات دخلت عقلي فقط.

العقل المعنوي بطبعه فضولي ويتغذى على المعلومات وبيحب الاكتشاف واشباع غريزة الف ضول الداخلي. وبربط وبيفرز دوبامين يحسسنا بالامان والسعادة لما يتعلم معلومات جديدة باستمرار عملية فرز الدوبامين واحساس السعادة بسبب المعلومات الجديدة هي عملية ادمانية، يعني مع الوقت هتلاقي نفسك عمال بس تجمع معلومات اكثر طول الوقت بدون نتائج فعلية او تطبيق فعلي .

الفرق بين التعلم وتحسين الذات:

التعلم هو عملية تخضع للمحفزات الخارجية وتتأثر بالتنافس والمقارنة والحسد والغيرة والرغبة في ان نكون أفضل من الآخرين. كلما احسسنا بأي من هذه الاحساسيس نبحث عن طريقة افضل للتنافس والتقدم في اي مجال من مجالات الحياة. والرغبة في ان نكون أفضل من الآخرين.

فنبدأ نقرأ ونشاهد فيديوهات ونتعلم علشان عاوزين نعرف ايه الي بيحصل، ليه دا عنده فلوس اكتر مننا، ودا مشهور اكثر ودا وظيفته احسن، ودا جسمه اجمل … إلخ.

لو احنا في مرحلة حماس التعلم فقط هنلاقي نفسنا بنشوف فيديوهات تحفيزية اكثر ومهتمين بفيديوهات النتائج والتحولات الجسدية ونتابع قصص النجاح، ونتحمس ونتحفز لفترة مؤقتة وخلاص.

مقولة مشهولة لديفيد جوجنز بيقول ” لا نحتاج للتحفيز، نحتاج فقط للإنضباط ” . ودا الي بيحصلنا في مرحلة حماس التعلم ، بنفضل بس نحفز نفسنا تحفيز خارجي وندخل معلومات جديدة لعقلنا بدون نتائج فعلية على أرض الواقع.

لكن في الحقيقة حماس التعلم والتحفيز الخارجي الي بنحصل عليه من المعلومات المجردة له أربع فوائد :

  1. التحفيز المبدئي الي بيكون هوا الشرارة الأولى لبدء الأنضباط المستمر لفترة طويلة
  2. الحصول على المبادئ والتكنيكات والتمييزات الدقيقة اللازمة للنجاح في المهام او الاهداف الي هنبدا نحققها
  3. كيفية تطبيق المفاهيم الجديدة  (المعرفة التطبيقية) الي بنتعلمها علشان نختصر الوقت ونحصل على الخبرة المكتوبة ونستفيد منها
  4. الحصول على خريطة ودليل بأسرع وأفضل الطرق للوصول للهدف المرغوب .

وهنا ننتقل للمرحلة الثانية وهي مرحلة تحسين الذات،وهي مرحلة الانضباط المستمر في الزمن، مش مجرد الحماس والتحفيز الفعلي فلما نحصل على المعلومات والمفاهيم والمبادئ الجديدة من القراءة لازم نبدأ نطبقها بشكل عملي باسرع وقت بدون انتظار علشان نبدأ نجني ثمار المعلومات الي قرأناها.

ودا الفرق بين التعلم وبين  تحسين الذات : التعلم حماس مؤقت ولذة معلومات لحظية ، وتحسين الذات انضباط مستمر في الزمن بخطوات مدروسة بشكل يومي واسبوعي وشهري وسنوي حتى الوصول للاهداف والنتائج وتغيير حياتنا تماماً.

أسباب الانتكاسات وضياع التحفيز

ليست كل المعلومات والمبادئ التطويرية والتحفيزية تصلح للجميع، اغلبنا لا ينتبه لأننا مختلفين وكل شخص له قدراته وامكانياته الخاصة التي تميزه عن غيره. بالتالي لما يكون فيه مبدأ او تكنيك او برنامج غذائي او اي كورس او دورة تطويرية وييجي شخص يطبقها ويفشل في الوصول للنتائج منها. هنا بتحصل انتكاسة وفشل بالتالي بتحصل عداوة بين هذا الشخص وبين التطوير الذاتي ككل . وتتولد عقلية ” مقاومة التطوير الذاتي” – Anti-Self-improvement mindset.

ودا الشخص الي يطبق مهارة معينة او يتعلم دورة معينة زي مثلاً يبدأ تجارة اليكترونية ويفشل او يبحث عن الثراء اونلاين ويفشل أو يحاول يخس ويحول جسمه ويفشل ..إلخ.

تلاقيه عبارة عن ماكينة هجوم وانتقاص وتثبيط لاي شخص بيحاول يمشي في هذا الطريق ويتعلم هذه المعلومات وينتقص المدربين والخبراء والاخصائيين، وتلاقيه في كومنتات الصفحات والقنوات بينشر الطاقة السلبية وعمال ينتقد الأخرين ويكسر اي مجهود . لانه بيعمم تجربته الشخصية واختلافاته الفرديه على مجال التطوير الذاتي ككل . 

في نفس الوقت هنلاقي شخص آخر، بدأ نفس الطريق وحقق فيه النتائج المرغوبة، ولو حبيت تسأله ازاي وصلت لهذه النتائج هيدلك على نفس الطريق الي الشخص الاول بيقسملك انه طريق فاشل لا يؤدي لشيء هنا دا دورالاختلافات الفردية.

مثال تحويل الجسم :

بعض الاشخاص مقتنع أن الدايت لوحده بيخسس، شخص آخر يقولك لاء الدايت مع الرياضة، شخص آخر يقولك الرياضة الكارديو ، والرابع يقولك الرياضة المقاومات والحديد . وكل واحد منهم حقق نتيجة بالطريقة الي بيدعمها

سؤال مهم لو احنا قاعدين طول اليوم على الكنبة وبنتفرج على الفيديوهات والمقارنات والمعلومات دي، هنعرف ازاي افضل أسلوب مناسب لينا. في الواقع لو بدأنا أي أسلوب تحويلي من السابق  غلمدة تلات – ست – 12 شهر تخطيط والتزام وانضباط على هنشوف النتائج بعنينا وعلى الميزان وهنعرف وقتها اذا كان أي طريقة منهم مناسب لينا ولاء.

نفس المثال دا نطبقه على كل حاجة في حياتنا وعلى كل نتيجة حابين نوصلها ونحققها. لكن الاسلوب الشائع بتاع اني اجرب كل حاجة لمدة يوم، يومين تلاتة اسبوع واقرر مني لنفسي كدا انها مجابتش معايا نتيجة، هذا الاسلوب هو اكبر اسباب الانتكاسات وضياع الوقت والطاقة والفلوس المستمر  بدون تحقيق اني نتائج على ارض الواقع.

التعلم ثم الوعي ثم تحسين الذات

كل تحسين للذات يبدأ من مجهود التعلم أولاً ثم بعد ذلك مجهود الوعي ثم  بالتطبيق المباشر الفعلي على أرض الواقع.

 لازم لازم لازم التطبيق المباشر وممارسة كل تكنيك تقرأه وتطبقه على نفسك انت الاول. لأن التطبيق المباشر بيخلينا عندنا الوعي الازم لتغييرنا احنا لان التعلم بيدينا الطريق العام بينما الوعي بنفسنا ومشاكلنا هوا الي بيدينا حلولنا احنا ، والوعي بمشاكلنا احنا مش بييجي غير بالتطبيق العملي .

آلة التغيير الحقيقية

التطبيق العملي لفترة كافية من الزمن هوا آلة التغييرمش المعلومات النظرية فقط والتحفيز المؤقت الناتج من مشاهدة نتائج الآخرين. لو استمرينا في التطبيق العملي لفترة كافية من الوقت. وملقيناش نتائج هنا الوعي هيبدأ يتفعل ويبدأ يوجهنا للتعديلات والتكنيكات اللازمة ونبحث وندور فين ..إلخ. لحد منوصل لآلة التغيير الحقيقية الخاصة بنا.

لما نلاقي وزننا زايد ونلاقي برنامج دايت متكامل لمدة تسعين يوم مثلاً لازم نطبقه كما هو لمدة تسعين يوم بدون اضافات وبدون اجتهادات وزيادات، ومنجيش في منتصف الطريق ونعدل ونغير بمزاجنا ونقول مفيش نتائج.

لو لقينا عقلنا مضطرب ومتشتت وقلقان وقرأنا كتاب عن تمارين التركيز والتأمل وفرز الافكار والكتاب قالنا نعمل تمارين يومية يبقى نعمل التمارين اليومية كما هي للفترة الكافية لو وصلنا لنتيجة يبقى تمام موصلناش يبقى استفدنا معلومة عملية. وندور على الي بعدها وهكذا.

التجربة والتطبيق العملي هوا الي بيساعدنا نعرف الافضل لينا ونحدد آلات التغيير الحقيقة الخاصة بنا والمبادئ والتكنيكات المناسبة لينا عن غيرنا،  ودا مش هيحصل من غير ما ننتقل من مرحلة القراءة والتعلم ومشاهدة تجارب الآخرين إلى مرحلة التجربة والتطبيق العملي المستمر.

مع التطبيق العملي هنلاقي نتائج بسيطة متراكمة بدأت تحصل هنا تبدأ دورة الحماس والتحفيز تغذي نفسها وننتقل من مرحلة الحماس المؤقت الي بيروح بعد فترة إلى مرحلة الأنضباط الكامل حتى نصل إلى نتائجنا المرغوبة.

الإنسحاب والفشل

في هذه المرحلة لما نبدأ التطبيق العملي، هنقابل فشل واخفاقات كتيرة، ادمان الاطعمة، إشتهاء السكريات، الكسل عن التمرين، في حالة الدايت وتغيير الجسم.

السرحان المستمر والشرود في حالة الرغبة في التركيز واداء الأعمال الخاصة ، تصفح السوشيال ميديا والاسكرولنج ..إلخ. هنا اوعى تقع في فخ انك تقول كل الي فات دا غير مهم وملوش لازمة وتحكم على التعلم الذاتي والتحسين الذاتي ككل انها ادوات غير فعالة بالنسبالك.

لاء هنرجع من البداية وهنشتغل مرة تانية ونعلي الوعي ونبدأ التحسين المستمر الصغير المتواصل وهكذا. لا تجعل الانتكاسات الصغيرة تؤدي إلى الإنسحاب الكامل.

التحسين المستمر المتواصل والخطوات الصغيرة في الدايت والتمرين وتغيير الجسم، وفي البيزنس ، وفي بناء العلاقات الشخصية والعاطفية،  كل مجال من مجالات حياتنا نبدأها بتعلم ووعي ثم تطبيق واستمرار وتعديل مستمر . 

الخلاصة :

كلما تعلمنا اكثر فقط وشاهدنا الاخرين وتجاربهم ونجاحاتهم كلما اصابنا الاحباط والتشتت والضيام والألم النفسي .  وتعلقنا في منطقة التعلم الذاتي فقط

كلما أسرعنا في تطبيق ما نتعلم وتنفيذه على أرض الواقع كلما زاد وعيينا وادراكنا لآلات التغيير الحقيقة بداخنا وبالتالي  حققنا التقدم ووصلنا لأهدافنا

كتبه : أسامة البدري

 

 

 

 

 

 

 

لو لقينا عقلنا مضطرب ومترابط وقلقان وقرأنا كتاب عن تمارين التركيز والتأمل وفرز الافكار والكتاب قالنا نعمل تمارين يومية تظل نعمل تمارين يوميا كما هي فعالة لو لنتيجة يبقى تمام موصلناش يبقى استفدنا معلومة عملية.
 
ودا الشخص الي يطبق مهارة معينة او يبدأ دورة معينة مثلاً يبدأ التجارة اليكترونية ويفشل اومايكل عن الثراء اونلاين ويفشل أو يحاول ويحول جسمه ويفشل ..